محمد السروجي يكتب : الإخوان والانتخابات القادمة .... أسئلة مشروعة
بين الهجوم العنيف والمناشدة اللبقة تتوجه غالبية القوى السياسية نحو جماعة الإخوان بهدف الضغط لتأجيل الانتخابات القادمة لاعتبارات عديدة ومتنوعة لكنها ذات خلفية واحدة هي ندرة فرص القوي السياسية وبالتالي حالة من الانكشاف الشعبي حين يكتشف رجل الشارع أن النخب والأحزاب الكبيرة ذات الرصيد والخبرة التي تطارده ساعة بساعة في الفضائيات والصحف زحفاً حتى غرف النوم وأماكن أخرى قد انكشفت سياسياً وشعبياً وأنها لا تملك إلا عدد كبير من الميكروفونات وساعات البث الفضائي ، ومع الافتراض جدلاً أن وافقت جماعة الإخوان على تأجيل الانتخابات لا وضع دستور ولا مجلس حكم مدني والذي مجرد طرحه يدخلنا في دوامات ومتاهات نحن في غناً عنها الآن ، إذا وافق الإخوان على التأجيل فهل هم ملزمون بما طرحوه من قبل ، وهو عدم الترشح على مقعد الرئاسة وعدم ترشيح أكثر من 50% من مقاعد مجلس الشعب ؟! أتصور وقتها سيكون هناك خيارات أخرى غير التي أعلنتها الجماعة خيارات بفعل عوامل الضغط التي تعانيها الجماعة داخلياً ووفق مؤسساتها الشورية ، وقتها من حق قواعد الجماعة وقياداتها الوسيطة أن تطلب بل تضغط على مكتب الإرشاد للتحرر من ما طُرح والبحث عن خيارات أخرى تكون عوضاً لجمهور الجماعة عما يعتبر تجاوباً مع ضغوط القوى السياسية ، وقتها قد تكون الجماعة محقة إذ انه من غير المعقول ولا المقبول أن تتخلى الجماعة عن الإدارة المؤسسية و تدار وفقاً للضغوط الخارجية ومن قوى وأحزاب لا تملك شعبية بل تملك كما ذكرت آنفاً أبواق الكلام والهجوم وغير ذلك ، في هذه الظروف سنعود للمربع الأول مربع الخوف من الإخوان الذين سيشاركون على مقعد الرئاسة وغالبية مقاعد مجلس الشعب ومرة أخرى يطالب البعض بتأجيل الانتخابات أو الانقلاب على الجماعة أو ربما الانقلاب العسكري كما طلب بعض دعاة الليبرالية بطول مدة الحكم العسكري ! لا ادري وقتها من سيكون في مأزق ؟! القوى السياسية أم الإخوان أم مصر كلها؟! إشكالية طرح النخبة المصرية الحائرة أنها تريد أن تفصل ديمقراطية على مقاسها وحدها لتخرج غيرها أو تحدد له دور كما ترى هي !وهذا نوع من الديمقراطية تحمل أشد صور الاستبداد ، مشكلة دعاة الليبرالية أنهم يتوقعون أنهم قادرون على تجميد عناصر الحركة كما يشاءون ! تأجيل الانتخابات والمنافسة بالطريقة التي يريدون بل قد يتقدموا خطوة كارثية بتحديد نتائج الانتخابات وتوزيع المقاعد كما يحلو لهم !أو اتهام الإخوان والمجلس العسكري بسرقة الثورة و الالتفاف عليها ، إشكالية دعاة الليبرالية أنهم مارسوا الكلام أضعاف ممارستهم للعمل ، وبالتالي حتى لو تأجلت الانتخابات فلن يحركوا ساكناً سيملئون الدنيا ضجيجاً بانتصارهم المبهر على الإخوان وتأجيل الانتخابات وربما اعتبروها ثورة مستقلة وجديدة ثم يضيعوا أوقاتهم خلف الميكرفونات لشهور بل ربما لسنوات وفي الأخير لا مفر من الانتخابات ثم تكون الصدمة في آن واحد ،
خلاصة المسألة ..... على القوى السياسية أن تبحث عن صيغة توافق تحترم فيها نتائج الاستفتاء وإرادة الملايين وثقل جماعة الإخوان والظرف العام والتهديدات المحدقة بمصر وعلى الجماعة أن تتفهم نفسية وخلفية القوى السياسية وتعذرها ولو قليلاً ....... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ......
